الخميس، 28 أغسطس 2014

العلاقات بين الرجل والمرأة في ضوء فلسفة الحب


 أي إمرأة او رجل هم في الأساس عبارة عن عمل فني طبيعي، ولما كان الموضوع الأساسي لعلم الجمال هو "العمل الفني"، إذاً لا يوجد شك أن العمل الفني هنا يظهر لنا بإعتباره موضوعاً جمالياً.
و من المُفترض أن أي عمل فني لابد أن يكون له وحدته المادية الخاصة به، الذي يُعتبر المظهر الحسي للموضوع الجمالي، كذلك المرأة و الرجل، من المُفترض أن يكون لهما وحدة مادية خاصة بها، تعبر عن مظهرها الجمالي، فأي إمرأة أو رجل لا يمكنهما أن يكونان عملاً فنياً إلا إذا إكتمل عناصرهما ومكوناتهما الأساسية، علشان نقدر نقول علي العمل ده بإنه عمل فني جمالي.
أي إمرأة أو رجل كما قلنا هم عبارة عن عمل فني خالص، أي كان جنسيتهما، مكانتهما الإجتماعية، الحالة المادية.. إلخ،
لابد أن يكون لهما مُكونات أساسية تُشكّل بنية شخصيتهما، والمكونات دي هيَّ
(المادة، الصورة الجمالية، المضمون، الخيال، التعبير الجمالي)
وهأحاول أشرح كيف يستفيد الرجل والمرأة من هذه المكونات الأساسية، حتّي يُعبروا عن عملهما الجمالي:-
لكن قبل ما أشرح المكونات دي عايز أقول بعض الملاحظات
مش من الضروري ان تَكون المرأة أو الرجل تبعاً للموضة مثلاً، مش ضروري يختاروا ملابس بآلاف الجنيهات، مش ضروري يختاروا أشياء مصطنعة للتعبير عن مضمونهما الجمالي، إلا لو هم أرادوا..
في أشياء ذاتية موجودة في الرجل والمرأة بسيطة جداً، بتعبر عن مضمونات جمالية عظيمة
ممكن يكون شكل كلامك، ممكن يكون شكل حُزنك، شكل إنتقاءك للملابس، شكل تعبيرك عن أفكارك، شكل المشي، شكل الضحك، شكل غضبك، شكل نظراتك، كل دي أشكال جمالية بسيطة وذاتيه وموجودة في أي إنسان عموماً، لكن الأشياء الذاتية البسيطة دي، بحاجة إلي ترتيبات وإنتقاء وجهد "بسيط" لمُحاولة إستخدام هذه الأشكال للتعبير عن العمل الجماليو كما هو شائع دائماً، لا يوجد إمرأة أو رجل قبيحين... أبداً، ولكن هُناك إمرأة أو رجل لا يستطيعون إنتقاء وترتيب الأشكال الجمالية، أو هم لا يحاولون أن يرتّبوا هذه الأشكال لعدة أسباب؛ علي سبيل المثال هم قد يعتقدوا أنهم قبيحون إذاً بالتالي لا يهتمون بأناقتهم ولا من الضروري ان يهتموا بمظهرهما، ولا حتّي بطريقة إنتقائهما للكلمات والتعبيرات، أو ممكن خوفاً من المُجتمع الذي حولهما لذلك لا يحاولون أن يهتموا بمظهرهما جيداً، وتختلف الأسباب بالطبع من مجتمع لآخر..
 
و إضافة علي ذلك، هأبدأ في شرح المكونات الأساسية التي بإمكان المرأة أو الرجل إستخدامها للتعبير عن عملهما الجمالي
(ملحوظة: المكونات التي سيتم شرحها علي المرأة بالمثل يجب عملها مع الرجل)

أولاً المادة:-
ضروري جداً وجود مادة أساسية أو واسِطة مُعينة تنقل بها المرأة تعبيراتها إلي الآخرين، علي سبيل المثال "الكلمات" وإلّي بتتكون من مفردات اللُغة وإلّي بتعبر عنها المرأة مع من هم حولها، وبالتأكيد هذه المادة لابد أن يكون لها "قوانين" خاصة لازم تتبعها المرأة علشان تقدّر تعبر بطريقة جمالية: علي سبيل المثال المرأة التي تتحدث مع والدتها، لا تستخدم نفس الكلمات التي تتعامل بها مع حبيبها، وليست هي التي تستخدم نفس الكلمات التي تتعامل بها مع السائق كمثال، هاتلاقي في إختلافات مُتعدده لذلك يجب أن يكون هُناك قوانين مُحددة؛ و إضافة لتنوع المادة الموجود، لازم يكون في إحترام أثناء التعامل وإحترام أثناء إستخدام المادة والتي هيَّ علي سبيل المثال "الكَلِمات".
لكن بإختلاف وتنوع الأشخاص إلتي تتعامل معاهم المرأة، لابد أن يكون هناك مواد مشتركة بينهم بكل تأكيد، لأن البشر مهما إختلفوا لابد أن يكون بينهم أفكار وتعبيرات مُشتركة، مع ملاحظة طبعاً طريقة تعبير كل شخص علي حدي. وبالطبع هُناك عِدة وسائط مادية، لكن إخترت الكَلِمات، لأنها مكون أساسي في البشر عموماً، وطريقة إلقاءها بيكون تبعاً لإرادة المُتحدّث. لذلك يجب أن يكون هناك علاقة سيكولوجية بين المرأة والمادة إلتي تعبر بها عن ما بداخلها، لازم يكون في علاقة من الألفة والحب، لأن المرأة التي لا تشعر بكيفية مخارج الألفاظ أو كيفية خروج الكلمات، لن تشعر بعذوبة الكلمات، وبالتالي كلامها كُلّه ولا هايكون له أي قيمة، سواءً لها أو للمُتلقي، وبالتالي ممكن يتفهم خطأ، وغير كدا، الكلمات التي تخرج منها تتحول من وجودها الجسماني في إدراك المتذوق إلي إحساسات مدركة "شئ حسي"، بيعبّر عن مضمون جمالي بيُثير الوجدان في ذهن المُتلقي، وبتختلف بالطبع الإدراكات دي في الذهن من مُتلقي إلي آخر.

لكن، هل إذا توافرت للمرأة القُدرة علي إمتلاك الوسيط المادي فقط، تُصبح عملاً جمالياً؟
الحقيقة هنا، أن الوسيط المادي لا قيمة له ما لم ينتظم بصورة مُعينة، يُطلق عليها "الصورة الجمالية" أو "الشكل الجمالي"، وهيَّ المكون الرئيسي الثاني لأي عمل فني

ثانياً: الصورة الجمالية:-
الصورة الجمالية، أو الشكل الجمالي كما يُطلق عليه البعض أحياناً، هيَّ أساس أي نشاط جمالي. ويمكن تعريفها هنا علي إنها : "عملية إنتقاء وتنظيم لمادة مستمدة من الطبيعة أو من الحياة الإنسانية". فقد تكون المادة أو الوسط إلّي بتعبر المرأة به عن جمالها، أفكار أو عواطف أو أشكال الملابس
وهذه وسائط المادية، بتبقي ثمرة إنتقاء وتهذيب للعناصر المادية المحسوسة التي عبّرنا عليها ببعض الأمثلة مُسبقاً

وبالتأكيد، أغلبية البشر، بيهتموا جداً بالشكل الجمالي، و يمكن أغلبهم حالياً، بيتغاضوا عن أي مميزات أخري موجودة في المرأة  وبيهتموا بالشكل الجمالي فقط، و طبعاً هناك معايير مُختلفة بتختلف من شخص لآخر، والشكل الجمالي عُنصر أساسي وضروري

لكن هل مُجرد إنتقاء وتنظيم عناصر الوسائط المادية تكفي وحدها لتكوين صورة جمالية للمرأة ؟
بالتأكيد لأ، لازم يكون في غاية من هذا الإنتقاء والتنظيم، والغاية دي بتكون إثارة الإنفعال "الجمالي" لدي المُتلقي، علي سبيل المثال، الرسام إلّي بيرسم الصورة : لابد للصورة أن تتركب من علاقة الخطوط والألوان والتي غايتها تحريك وجداننا وإنفعالنا الجمالي
أنا مش بأشبه المرأة هنا بشئ غير عاقل وهي الصورة، بالعكس، أنا بأشبها بالرّسام إلّي بيستخدم وسائط جمالية مُتعددة من أجل غاية مُحددة، وهيَّ التعبير عن الشكل الجمالي
بالتالي الشكل الجمالي بيترتب عليه إنفعال جمالي، زي ما ضربنا مثال وشبهنا المرأة بالرسّام، لازم يكون في دِقة وتنظيم في إختيار الوسائط، وإلا مش هايكون في تذوق للعمل الجمالي، ولا هايكون له أي تأثير، ومثال آخر
لو في طفلة ضرب علي البيانو عِدة ضربات غير مُنتظمة و بدون ترتيب، ماحدّش هايفهم منها حاجة، لكن إذا نُظّمت هذه الضربات تنظيماً مُعيناً بحيث يُستخرج منها إيقاع أو نغمة مُحددة، عندئذ سوف تكتسب هذه الضربات صورة جمالية.
كذلك المرأة إلّي بتعمل عملية إنتقاء للملابس علي سبيل المثال، لو مافيش تذوق في الإختيار ولا في ترتيب مع الملامح، مش هايبقي في أي لازمة للشكل الجمالي، لأنه غير مُنظم، وأي شخص ممكن مايجيش في باله أي تذوق جمالي نهائي
وبالتأكيد الملابس قد يرتبط بمادة أو وسيط آخر، وهيَّ "الكلمات"، يَعني مثلاً بنت مظهرها جميل وأنيق، ممكن تستخدم وسيط مادي آخر زي العبارات إلّي بتُثير في وجداننا الإنفعالات أو عِدة أفكار جمالية.
لذلك هاتلاقي جزئية كبيرة من البشر لا يقتصر إحساسهم علي الصورة الجمالية للمرأة، بل يتعداها إلي غيرها من إحساسات أخري.
أما أنتَ لو حابب تكون متذوق للشكل الجمالي ده، ضروري تفهم العلاقة بين الوسائط المُتعددة إلّي بتستخدمها الأنثي، للتعبير عن شكلها الجمالي، وإضافة إلي ذلك، لازم تفهم إن المرأة بتستخدم موضوع مُركّب بيدخل فيه أكتر من عنصر حسي و شكل جمالي، لذلك عِندما تري مرأة جميلة علي سبيل المثال، ماتروحش تتحرش بها، لأ، ولا تعتمد علي القيم السائدة في المُجتمع زي القيم الدينية، وتقول "البنت دي مش مُحجّبة يبقي لازم تكون غير أخلاقية" لأ طبعاً، لأن تذوقك الجمالي، لازم يكون ذاتي ونابع من الوجدان، غير متأثر بأي شئ آخر غير الشكل الجمالي ذاته، حتي ترتقي وتُصبح متذوق فعلياً، ببساطة: اتّبع شعورك الجمالي.
لكن برضوا دا مايمنعش إن في قيم وعادات وتقاليد بتؤثر علي المظهر الجمالي للمرأة، زي الحجاب مثلاً، لكن دا لا يمنع أيضاً إن في نساء بيستخدموا الحجاب وفي نفس الوقت مُتسقين مع الوسائط الجمالية الأخري حتّي يُعبروا عن الشكل الجمالي.
أما لو مُنتقبة، يبقي دي مش عايزه تقييم جمالي، دي عايزاك تنتحر.

النهاية:
من أجل أن تظهر المرأة صورتها الجمالية، لابد أن تتوافر فيها عِدة شروط أو مبادئ أساسية
وعلي سبيل المثال وليس الحصر
(مبدأ الوحدة العضوية، مبدأ التنوع)

مبدأ الوحدة العضوية:
من اسمه هاتلاقي معناه أن تكون كل الوسائط الجمالية مرتبطة فيما بينهما لتكون عملاً جمالياً كاملاً، بمعني أن لا تكون المرأة ناقصة أو مُفتقرة لشئ يُضاف إليها حتي يتم إكتمالها، أو تزيد فيها أجزاء أو أشياء لا داعي لوجودها
والمبدأ ده بيقتضي تحقيق الوحدة بين الشكل الجمالي ومضمون المرأة الجمالي، وكل العناصر إلّي بتستخدمها المرأة ينبغي أن تخدم بعضها بعضاً

مبدأ التنوع:-
وحتّي لا يكون الموضوع الجمالي وحده مُنفرداً ويبعث الملل لدي المتذوق.
لازم يظهر المبدأ الثالث، وهوَّ مبدأ التنوع، وهذا المبدأ ينص علي أنه لابد للعمل الجمالي التي تكونه المرأة له تنوعات مُختلفة. وقد يكون أبسطها تكرار الفكرة لكن بشكل مُختلف، وليس بنفس الشكل
علي سبيل المثال الموسيقي يَقوم بتكرار اللحن الغالب لكن علي مستويات مُختلفة (من الهادي إلي الصاخب أو العكس)
وطبعاً المثل دا بينطبق علي الأفكار والشكل والمضمون، لأن وجود الشئ بصفة مُستمرة علي نفس الشكل، بالتأكيد هايبعث الملل، يبقي لازم في تنوع وتغيير، وبمناسبة التغيير، ممكن إدخال أكثر من موضوع أو فكرة جديدة، لكن لابد أن يكون في توازن من حيث الإختيارات، حيث لا يكون لشئ الغلبة علي شئ آخر، بل كُل الوسائط تُكمّل بعضها، وتهدف إلي غاية جمالية واحدة، تتحدد عن طريق المرأة نفسها، وبإختيارها...

0 التعليقات:

إرسال تعليق